آخر تحديث :الجمعة - 26 يوليه 2024 - 08:59 م

عدن ليست قبيلة

الإثنين - 12 فبراير 2024 - الساعة 05:19 م

جبران شمسان
بقلم: جبران شمسان - ارشيف الكاتب


عدن ليست قبيلة... ولكن بمكونها السلمي وجوهرها المدني تكون ما هو اهم واكبر من قبيله. عدن بحفاظها السابق والمجني عليه على النظام والقانون تشكل كيان ينبغي أن يُراعى ويُحترم وتكون له حرمة ووضع خاص كما أشار الدستور الاتحادي المفترض والمُنَوَّم في غيبوبة. . ولا يعني ان تكون عدن ليست بقبيلة ان تُنتهك وتُهيمن عليها قبيلة بنزعتها القبلية او المناطقيه اوالعنصرية وبمصالحها القبلية الخاصه.

ولا يحق لها ان تجعل منطقة عدن تحت إطارات اطقمها كجزء من منطقتها, حتى تظل في صراع مع قبيلة أخرى على امتلاك عدن وحكمها. فشلت كل قبيله في حكم عدن وانتهت بأن أزاحتْها قبيلة اخرى.

صراع قبائل لا ينتهي حول المدينه التي تعامل كانها غنيمه لطرف واحد معين, وليس كقطعة ثمينة من الوطن تُحترم وتراعى كجوهرة تجارية امام وجه العالم تعود فوائدها للمدينة وخارجها من بقية المناطق .. اما ان تستأثر بها قبيلة واحدة او طرف واحد معناه أن تظل عدن في غرفة الانعاش وفي موت سريري. ولا تستفيد عدن ولا سكانها ولا بقية المناطق منها لأن القبيله هي السبب في خنقها.

ولابد للقبيلة أياً كانت ان تعترف بفشلها في حكم عدن عبر التاريخ السابق للاحتلال البريطاني وبعد جلاء المحتل. لانها تعامل عدن كغنيمة وفيد لها ويسيل بها بها على ايراداتها.. ولا تضع اعتباراً لسكانها وشعبها المدني الذي كان له نصيب واضح وكبير في كل حرب ضد أي محتل. ثم تأتي القبيلة متخادمة مع المحتل القديم او الجديد لتسرق النصر الذي صنعه اهل المدينه وأبناؤها وتستحوذ على كل شيء وتخرب كل شيء. ويظل حاجز روح النظام والقانون الذي لاتحترمه القبيله قائما بين الريف القبلي والمدينة فلا تقوم لعدن قائمة ولا للقبيلة نفسها قائمة ونظل ندور في نفس الدوامة والحلقة المفرغة للصراع بين القبائل حول عدن.

ومن المعروف تاريخيا انه اذا صلحت عدن بموقعها الجغرافي التجاري المتميز مع إرساء روح النظام والقانون والعدل في التعامل وإدارة ابنائها لها; صلحت كل البلاد وفاض ايرادها كمنطقة حرة دخلها يتجاوز أي ثروة نفطية فعلا وحقيقة كما هو معروف, لتساعد بقيه المناطق المتعسرة القريبة والبعيده خارج عدن كدور وطني لها وهو دور ليس غريبا عن عدن عبر التاريخ جبران