آخر تحديث :الجمعة - 13 سبتمبر 2024 - 02:38 ص

اخبار وتقارير


مليونية تصحيح مسار القضية الجنوبية

الأربعاء - 31 يوليه 2024 - 06:13 م بتوقيت عدن

مليونية تصحيح مسار القضية الجنوبية

كتب/ د. هزم أحمد




المؤشرات التي أستطيع أنا كمتابع للشأن اليمني عامة والجنوبي خاصة، واحتكاكي بالعديد من مستويات الثقافة والسياسة هنا في مصر بصفتي رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين في جامعة الأزهر، وعلى قدر متواضع من اللقاء بين الحين والآخر ببعض الشخصيات الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية، والتواصل معهم أحيانا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أستطيع أن أقول إن هناك مؤشرات مخاض لمولود جديد عنوانه حراك سياسي ثقافي تصحيحي، يعيد البوصلة السياسية خاصة في المناطق الجنوبية، وبعد قضيه عشال الجعدني نحو الاتجاه الصحيح.

نعم هناك رغبة يمنية جنوبية في تصحيح مسار الانحراف، الذي ظهر بشكل شاذ بعد فترة قضايا كثيرة وعديدة، برزت بشكل أوضح في قضية عشال الجعدني، هذه الرغبة يتشاطرها العديد من الرموز السياسية من مختلف المكونات، ولعل وجودي هنا في القاهرة جعلني على مقربة بالدور المشرف والمسؤول الذي يقوم به الشيخ أحمد العيسي حفظه الله، أسوة بغيره من الأدوار الأخرى في عدن والضالع ويافع وحضرموت وردفان.

الاتفاق المسؤول الوطني والمشرف لكل شخصيات أبناء المحافظات الجنوبية، بدءا من عقر دار كينونة المجلس الانتقالي، الضالع ويافع وردفان، إلى عدن وأبين وشبوة وحضرموت، التي استنكرت هذه البلطجة واتفقت على ضرورة رفض أي سلوك شاذ يشوه بسمعة نضال الشعب الجنوبي منذ بدء تأسيس الحراك الجنوبي السلمي حتى مقاومة الغزو الحوثي الأخير، إلى ظهور كينونة المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل عن قضية الشعب الجنوبي، اتفقنا معه أو لم نتفق، إلا أن العقل يقول إن المؤشرات الأخيرة تشير إلى ظهور تيار وطني في صفوف كل المكونات السياسية الجنوبية، بدءا من مكون المجلس الانتقالي إلى مكون الائتلاف الوطني الجنوبي إلى مكون أبناء حضرموت ومكون وزير الداخلية أحمد الميسري، الذي لا يقل حضورا وتأثيرا عن غيره من المكونات الأخرى، وكل المكونات السياسية المعبرة في دورها وصوتها عن رغبة صادقة للاصطفاف صفا واحدا مع بعض، متجاوزين الإرث التاريخي المريض الذي أضر بوحدة الجنوبيين، كنواة قاومت بشرف واستبسال أسوة إلى جانب مقاومة مأرب وتعز الغزو الحوثي لتصحيح المسار، نحو بوتقة جديدة تتوحد فيها الصفوف والجهود والأهداف.

الدعوة إلى مليونية تشترك فيها كل مسارات هذا الوعي الوطني الجنوبي دون استثناء، ومن كل المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية، بدءاً من المجلس الانتقالي إلى الائتلاف الوطني الجنوبي إلى مكون أبناء حضرموت، وغير ذلك المكونات الأخرى هي دعوة ليست مقصودة من منطقة ضد منطقة أو تيار ضد تيار أو رمز سياسي ضد آخر، وإنما هي لأجل رفع عنوان واحد والاتفاق عليه، كلنا يد واحدة وصوت واحد لتصحيح المسار، والحفاظ على مكتسبات نضال الشعب الجنوبي من بعض العابثين والمنتفعين والانتهازيين، الذين لا يعبرون سوى عن أصواتهم الشاذة ونواياهم غير السوية.